بعض الناس إذا سقط البعير قال: يا محمد ما حكم ذلك؟
نعم هذا دعاء لغير الله، يعني: يا رسول الله، يا محمد أعني: يستعين بالرسول هذا شرك: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ لا يستعان إلا بالله، من استعان بالميت أو بالغائب فقد أشرك إذا دعاه أو استعان به أو استغاث به.
بعض الناس إذا صارت له مصيبة، أو ضربه إنسان قال: يا رسول الله بدل ما يقول: يا الله، يقول: يا رسول الله، تعودوا على الشرك والعياذ بالله، هذا دعاء لغير الله كأن يقول: يا رسول الله أغثني، يا رسول الله أعني، أو مثل ما ذكر السائل، يقول: إذا سقط البعير قال: يا محمد وعليه أن يقول: يا الله، استعن بالله ولا تستعن بالرسول.
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له حق، والله - سبحانه - له حق، حق الله العبادة وحق الرسول الطاعة والاتباع والتعظيم، الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد الله ورسوله .
لا ترفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مقام العبودية إلى مقام الألوهية. هذا حق الله، لا تقل: يا محمد قل: يا الله، ولا تكن مثل البوصيري ينادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قصيدة يقول:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به
سواك عند حلول الحادث العمم
لاذ بالرسول، يقول: ليس لي أحد ألوذ به إلا أنت يوم القيامة عند الحادث العمم الذي يعم الناس، نسي ربه فلم يلذ بالله، ولاذ بالرسول، ثم قال:
إن لم تكن في معادي آخذًا بيدي
فضلًا وإلا فقل يا زلة القدم
يقول: إن لم تأخذ بيدي يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإلا فإني هالك، نسي ربه وقال:
فإن من جودك الدنيا وضرتها
................................
يخاطب الرسول، يقول: يا محمد من جودك الدنيا وضرتها، وضرة الدنيا الآخرة.
................................
ومن علومك علم اللوح والقلم
ما بقي لله شيء، جعل الدنيا والآخرة كلها من جود الرسول -صلى الله عليه وسلم-، هذا غلو والعياذ بالله. الله حقه العبادة، والرسول حقه الطاعة والتعظيم، كل له حق يجب أن تنزل الله منزلته، وتنزل الرسول منزلته.
قال تعالى: أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ فجعل التقوى والعبادة لله، والطاعة فقط للرسول صلى الله عليه وسلم.